بدايات علم المحاسبة وتاريخ نشوءه

بدايات علم المحاسبة وتاريخ نشوءه


بدايات علم المحاسبة وتاريخ نشوءه



مراحل تطور المحاسبة:

في القديم كان التاجر يقوم بتسجيل معاملاته مع الآخرين منذ ظهور النقد و استعماله كأساس للمبادلة و كان يكتفي بهذا التسجيل، أي أن أثر هذه المعاملات على ممتلكات التاجر كان يخضع للتقدير الشخصي، و نلاحظ اعتماد هذه الطريقة البسيطة في العديد من الدكاكين والمحلات فنجد دفتراً يحصي الديون في ذمة الزبائن حيث لكل زبون صفحة خاصة يسجل فيها صاحب المحل كل ما يشتريه الزبون بالآجل.

هذا الشكل من المحاسبة إن صح التعبير كان موجوداً منذ ظهور العملات النقدية كأساس للتبادل بين الناس.

وفي العام 1494م قام الإيطالي (لوقا باتشيلو) بابتكار طريقة القيد المزدوج التي تقوم على تسجيل ديون الغير تجاه التاجر بالإضافة إلى أثر ذلك في قيم أمواله المادية، هذه الطريقة تمكنه من تسجيل وتبويب الأعمال التي يقوم بها ثم استخلاص نتائجها من ربح أو خسارة وتحديد المركز المالي للأموال المستثمرة و طبعاً بطرق بسيطة وأولية.

وكنتيجة لنمو التبادل التجاري في القرن الخامس عشر الميلادي نشأت ضرورة توفير طرق محاسبة قائمة على أسس وقواعد علمية فتم تأسيس أو معهد للمحاسبة في مدينة البندقية بإيطاليا عام 1581م
في الواقع الكثير في وقتنا الحالي يجهل أهمية المحاسبة ولا زال يظنها مجرد جمع وطرح وضرب وقسمة للأرقام!

وقد نتج عن الثورة الصناعية في فرنسا والدول المجاورة في نهاية القرن الثامن عشر نمواً كبيراً في المشاريع الفردية كما ظهرت مشاريع جماعية وشراكات وبعد ذلك امتد استخدام المحاسبة في العصر الحديث إلى المنشآت الصناعية والتجارية و المؤسسات والجمعيات والدوائر الحكومية وظهرت عدة فروع للمحاسبة وعدة مراكز تسعى لتطوير المحاسبة وأخيراً وبعد ظهور الحاسب الآلي دخلت المحاسبة عصراً جديداً من التطور باستخدام تطبيقات المحاسبة.

إذاً المحاسبة لا تقتصر على العمليات الحسابية كما يظن البعض بل هي تسجيل الأحداث المالية و تبويبها بشكل ملخص وتفسيرها بطريقة علمية ثم استخلاص النتائج، وهذه العملية ضرورية لتخطيط موارد المنشأة واتخاذ القرارات.

تسجيل كل حدث مالي بشكل يومي من مشتريات أو مبيعات أو دفعات مالية أو مصاريف أو إيرادات ثم تصنيف هذه الأحداث المالية المسجلة وتقديم المعلومات وقت الحاجة إليها واستخلاص نتائج هذه التسجيلات 

اليوم أصبح العمل المحاسبي يتم عن طريق برامج خاصة تختصر الوقت والجهد وارتبطت المحاسبة بالكمبيوتر ارتباطاً وثيقاً بل وتوجد برامج محاسبية تعمل على الموبايل والتابليت بكفاءة وأصبح استخدام الدفاتر فقط في التسجيل أمراً من التاريخ ولا ننسى الأيام التي كانت فيها الآلة الحاسبة من عجائب الدنيا!

لا بل قد وصل التطور في مجال المحاسبة إلى أعمق من ذلك بكثير وأصبحت برامج المحاسبة السحابية منتشرة انتشاراً كبيراً والتي يمكن من خلالها القيام بالعمل المحاسبي من أي مكان في العالم وبواسطة أي جهاز كمبيوتر أو موبايل أو تابلت مما سهّل العمل المحاسبي وأصبح حسابات المؤسسة تدار من أي مكان وفي أي وقت.

علم المحاسبة هو نظام تسجيل وتوثيق وتحليل للأنشطة المالية والاقتصادية في منظمات ومؤسسات مختلفة. يهدف هذا النظام إلى توفير معلومات دقيقة وموثوقة حول المعاملات المالية والأداء الاقتصادي للمؤسسة.

بدايات علم المحاسبة وتطوره:


تطور علم المحاسبة على مر العصور، وكان له أصول وتاريخ متعددة. فيما يلي نظرة عامة على بداياته وتطوره:

الفترة القديمة والوسطى (حتى القرن الـ15):

في هذه الفترة، كانت المحاسبة تقتصر على نوعين رئيسيين: المحاسبة التجارية لتسجيل المعاملات التجارية والزراعية، والمحاسبة الحكومية لتسجيل المعاملات الحكومية.
الثورة التجارية والمزيد من التأسيس (القرن الـ15 إلى القرن الـ18):

مع الثورة التجارية وتوسع الأعمال التجارية، زادت الحاجة إلى نظام محاسبي أكثر دقة وتفصيلاً.
أحد أبرز الأعمال التي أسهمت في تطور المحاسبة هي كتاب "كتاب الحسابات التجارية المزدوجة" (The Merchants' Handbook) الذي كتبه لوكا باتيولي في القرن الـ15.

ثورة الصناعة وتأسيس المعايير (القرن الـ19):

مع ثورة الصناعة وتوسع الأعمال، أدت الحاجة إلى المزيد من التحسينات في نظام المحاسبة.
تأسست العديد من الجمعيات المهنية والمعايير المحاسبية الأولى، مثل المعهد البريطاني للمحاسبين (ICAEW) والمعهد الأمريكي للمحاسبين المحترفين (AICPA).

القرن الـ20 وما بعده:

شهد القرن الـ20 تطورات هائلة في علم المحاسبة، مع توسع نطاق التخصصات والمجالات التي يمكن استخدام المحاسبة فيها.
تأسيس المعايير المحاسبية الدولية، مثل المعايير الدولية لإعداد التقارير المالية (IFRS)، لتوحيد وتنسيق المحاسبة على مستوى العالم.
باختصار، نمى علم المحاسبة على مر العصور استجابةً لتطور الاقتصاد والمؤسسات والتكنولوجيا. وتبنى المحاسبون معايير ونهجًا أكثر دقة واحترافية لتلبية احتياجات الشركات والحكومات والأفراد في عالم يتسم بالتعقيد والتنوع.




تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-